انتخاب مكتب ارشاد جديد لجماعة الاخوان في مصر وسط خلافات حادة تهدد باضعافها

-

انتخاب مكتب ارشاد جديد لجماعة الاخوان في مصر وسط خلافات حادة تهدد باضعافها
(ا ف ب) - اعلن المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف الاثنين نتائج انتخابات تجديد اعضاء مكتب ارشاد الجماعة التي تظهر بحسب المحللين، سيطرة الجناح المحافظ على قيادة الجماعة ووجود خلافات حادة بينه والجناح الاصلاحي تهدد باضعاف اكبر حركة معارضة في مصر.

واقر عاكف في بيان وزع على الصحافيين بالخلافات التي صاحبت الانتخابات.

وقال في بيان وجهه لاعضاء الجماعة ووزع على الصحافيين "لقد مرت علينا جميعا في الاسابيع الماضية ملابسات واحاديث كثيرة صبرنا عليها (..) لكنكم بفضل الله صبرتم عليها واعانكم على هذا الصبر التزامكم باصول واعرف الجماعة".

واكد عاكف ان الجماعة التي اسست في العام 1928 شهت على "مر السنين ظروف وازمات والحمد الله ما زادها ذلك الا قوة".

وضمن عاكف بيانه قائمة باسماء اعضاء مكتب الارشاد الجديد البالغ عددهم 16 عضوا الذين تم انتخابهم من قبل مجلس شورى الجماعة (بمثابة المؤتمر العام للحركة).

وقال المحلل السياسي المتخصص في شؤون الاخوان المسلمين عمرو الشبكي لوكالة فرانس برس ان القائمة "تضمنت رموز الجناح المحافظ وخلت من اسمي اثنين من القياديين البارزين هما عبد المنعم ابو الفتوح الرمز الاول للتيار الاصلاحي والنائب الاول للمرشد العام محمد حبيب الذي استبعد على ما يبدو لتردد اسمه كمرشح لخلافة عاكف".

واضاف الشبكي ان "نتائج هذه الانتخابات تعني اننا امام سيطرة لتيار استئصالي اذ ان ابو الفتوح وحبيب لا يشكلان اي خطر تنظيمي على الجناح المحافظ".

ورأى ان الخلافات التي رافقت الانتخابات ونتائجها "ستضعف من تأثير الجماعة ووزنها السياسي وستضعف قدرتها على خوض الانتخابات التشريعية المقبلة في 2010 بعدد كبير من المرشحين لان الجناح المسيطر الان جناح دعوي وليس على تماس بالواقع السياسي خلافا لحبيب ابو الفتوح اللذين لعبا دورا مهما خلال الانتخابات التشريعية الاخيرة" في 2005.

وقال الشبكي ان نتائج هذه الانتخابات "تتواءم مع رغبة النظام الحاكم في تحجيم الدور السياسي للاخوان المسلمين في المرحلة المقبلة".

وقال الخبير في شؤون الحركات الاسلامية في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضياء رشوان ان "الاطاحة بابو الفتوح وحبيب ضربة قاصمة للجناح الاصلاحي الراغب في الانفتاح على القوى السياسية المعارضة في المجتمع ".

واعتبر ان الخلافات التي رافقت الانتخابات تعد "اعنف ازمة مر بها الاخوان منذ العام 1954" وانه لاول مرة منذ اكثر من خمسين عاما يظهر بهذا الشكل "خلاف علني بين النائب الاول للمرشد (محمد حبيب) والسكرتير العام للجماعة (محمود عزت)".

وتابع ان "هذه الازمة لن تكون اثارها ايجابية على الجماعة وستضعفها ويمكن ان تؤثر على تماسكها".

ومن المقرر ان ينتخب مكتب ارشاد الاخوان خلال اليومين المقبلين مرشدا عاما جديدا للجماعة خلفا لعاكف الذي تنتهي ولايته في كانون الاول/يناير المقبل واكد مرارا اصراره على عدم الترشح لولاية ثانية.

وطبقا للوائح الجماعة فان كلا من اعضاء مجلس الشورى (قرابة 300) يختار خمسة مرشحين لموقع المرشد العام ويقوم مكتب الارشاد بعد ذلك باختيار واحد من بين المرشحين اللذين يحصلان على اعلى الاصوات.

التعليقات